الحرافيش ودولة الخلافة والخليفة



سقطت  دولة الخلافة الأموية  وسقط أمراؤها  بسبب فساد الحكم وانغماس  الولاة والقضاة في ملذات الحكم وأشتهاء السلطة ،  ولآن القضاة راحوا يفصلون الفتاوي ويفسرونها  علي هوي ومزاج وكيف الحاكم  ليكون حاكما علي دولة الخلافة  " بأمر الله "
سقطت دولة الخلافة الأموية غير مأسوف عليها بعد أن أذاقوا المصريين ذل الذل وبعد أن بارت التجارة واختفت الطهارة وظهرت مفاهيم الفهلوة والشطارة باسم الدين.
غارت الخلافة الأموية  أخيرا وجاءت الخلافة العباسية وكعادة  مراحل ا التغيير ر ذهب الخليفة الذي كان أمويا وجاء الخليفة الذي أصبح عباسيا ..........  المفارقة أننا سنعيش نفس القصة وبنفس التفاصيل علي مدار تاريخنا المنظور   ، المهم إن والي مصر صاحب التيجان والصولجان فر هاربا  خارج الفسطاط بعد أن حمل معه  حمولة ثلاثين بغلا من الذهب والفضة  ، عندما تعقبه العباسيون ولحقوا به قتلوه ومزقوا  جثته وتركوها في العراء تنهش فيها الذئاب والكلاب والطيور الجارحة  ....... المهم إن الذهب  الذي سرقه الوالي الأموي لم يعد للمصريين وإنما ذهب للوالي العباسي .
ذهب الحاكم الأموي  وذهب ولاته   وجاء  الخليفة العباسي وجاء ولاته  ، وطبقا للتقاليد القبلية التي  تحكمنا  فلابد من تغير طقم الحكم والرئاسة بتغير الخليفة..... لابد أن يأتي الموالين والأتباع وماسحي الجوخ ، وما أكثرهم ليلتفوا حول الخليفة الجديد ،  وتم تعيين والي عباسي يتولي تسيير أمور المصريين فزادت الجزية وعم الفقر ربوع البلاد وازداد بؤس العباد وتنطع القضاة والولاة علي الشعب مما أثار حمية المصريين لتبدأ أول ثورة شعبية بكامل مفهوم الثورة الشعبية ، ثورة لا يشترك فيها الجند ولا العسكر وإنما بقيادة الفلاحين والحرفيين المصريين .
المصريون الذين أذلهم الفقر  وطحنهم الغلاء  واستغلهم التجار والأعيان  حملو الفؤوس والعصي خرجوا يقاومون الوالي العباسي ويقولون لا وألف لا لحكم الخلافة  .  ثورة شعبية عارمة يقودها شاب من طين اسمه " احمد البنهاوي " والبنهاوي نسبة إلي  قري  مدينة بنها إلي كان ينتمي إليها ، وقام هذا الشاب  بإثارة الحمية الوطنية للفلاحين  وقام بتسليح الفلاحين بالفؤوس والعصي وتحركت القوي الشعبية بقيادة البنهاوي في مواجهة الوالي العباسي الذي لم يجد أمامه مفر إلا الهروب من الفسطاط إلي كهف من كهوف مدينة حلوان .
كادت الثورة بقيادة الحرفوش " احمد البنهاوي " ان تنجح لولا ......... لاحظ ان هذه الفقرة سوف تتكرر كثيرا في تاريخنا فنقول كادت الثورة ان تنجح  لولا خيانة علي بك ابو الدهب  ، ولاولا    ولولا....... وكأن تاريخنا سلسلة من الاعمال غير المتكاملة أو الفاشلة  . ونعود لنقول كادت ثورة الفلاحين والحرفيين بقيادة البنهاوي ان تنجح لولا امرين عظيمين  ، الامر الاول أن الخليفة العباسي قاد بنفسة حملة عسكرية لتأديب المصريين  الخارجين عن طوع الخلافة الاسلامية العباسية فقتل ونكل وسحل  الالاف من المصريين وتبعثرت الجثث في كل الشوارع والحواري والازقة واكلت الكلاب والذئاب من لحم المصريين حتي شبعت  وتبعثرت الجثث ولم تجد من يلملها او حتي يأكلها . الامر الثاني  ان قائد ثورة المصريين احمد البنهاوي تعرض لحادث سرقة بالاكراه  من قطاع الطرق والبلطجية وتم قتله وهو يقاومهم
وعاش الحرفوش احمد البنهاوي في ذاكرة المصريين وتوارت الخلافة العباسية ومن بعدها الفاطمية مرورا بالاخشيدية والطولونية
هل تشعرون معي ان التاريخ يعيد نفسه ؟ انا اشعر بذلك رغم بعد الزمان




ليست هناك تعليقات: