قصص قصيرة ورؤي ادبية

رجل فوق قدمية" قصة قصيرة "


انسحبت الشوارع وتدحرجت فوق ارصفة الشتاء .... ليلة صقيعها شاذ لم تحتملة الابدان الهزيلة فراحت تنكمش في نفسها وتقاوم ضعفها وتعدوا مسرعة تتلمس الهرب من الشوارع والصقيع وفقر الابدان
سحب رمادية تشبه السواد تعبر سماء الشوارع في هدوء لا يعبر عن حالة الطقس ... تتبختر السحب ... لكنها تنذر بالوعيد كل من ينظر اليها
تمايلت الاشجار الشامخة ، ترنحت ، داعبتها الريح اللعوب في كل الاتجاهات شرقا وغربا ، انسحبت الشوارع اكثر واكثر الا عن نفر قليل تقاذفتهم امواج الليل في ليلة صقيعها شاذ

...........................
كان عائدا من عمله شاردا في عواقب ماتم في تلك الليلة ، استلب تفكيره فيما سيحدث من عواقب كل حواسة فلم يحس بالصقيع ولم يلتمس الهرب ، نظر الي ساعته ! اشارت عقاربها اللئيمة الي انه لاتوجد مواصلات رسمية " حكومية " تملكته قوة من نوع غريب – في هذا العص – وقرر ان ينفرد بالشوارع الخالية يفكر ويتدبر في عواقب ما سيحدث ... تطاولت خواطره وسطت علي اليلة الباردة والصقيع فبعث فيه احساسات الثقة والشباب وانتفخت معنوياته الي الدرجة التي استرعته قطرات الامطار الساقطة وهي تحرك برك المياه فوق الاسفلت الي انه مثل قطرة المياه يستطيع ان يحرك ساكنا  ،احس انه بحاجة الي قرار جريْ يحرك حياته وحياة الاخريين الي الافضل
.................
كان عليه ان يسير في شارعين ثم ينحدر الي مفرق ليصبح في الشارع الاخير الذي يعيش في مكانه وزمانه ....تذكر طول المسير وعذابه في هذا الجو الملبد والذي ينذر ويتوعد من يسيرون بالشوارع فأعاد النظر الي ساعته ثم دس يده في جيبه ..... كانت البرودة والفقر اقوي من الاحساس بما يفتش عنه.... وقرر مرة ثانية ان ينفرد بالشوارع الخالية دون ونيس وأن يستمر فيما بدأ ه
.............
عند اجتياز الشارع الاول هطلت الامطار فوق راسة بعنف .. التصقت ملابسه بجسدة النحيل فأنكشفت تفصيلات جسدة الضعيف ..... راعه ان يري ظله المنعكس عن اضواء فوانيس الكهرباء ممدا كا الشبح في عرض الطريق
شرد برهه فترائي له ماضيه ، سرت بجسده قشعريرة العشق والحب وهو ينظر ويتذكر فترينة لحظات الماضية
( كانت تقف بالفترينة امراة مانيكان تشكلت من الاحاسيس في صورة اجمل انثي ثم تلونت بالوان انثي الطاووس فأنجذب لها وعندما فرد لها جناحيه انجذبت اليه في لحظة شوق .. استمرت لحظة الشوق اياما وشهورا لازال يتذكرها الي اليوم ... في اليوم الاول قبلها وفي الثاني شرب من رحيقها وصار اقرب الي الناس والاشياء .. صارت حالته هي حاله الناس والاشياء... امتزجت المعاني والمباديْ بالوجدان الصافي ... انطلق معها ... تمدد في مساحاتها الثرية ... ومن هذا الركن انطلقة عليه رصاصة

يعرف الان ان الرصاصة كان يجب ان تنطلق عليه ... في فترينة لحظاته الماضية اكثر من راعي بقر وكانت عيونهم مسلطة علي من يحبها ويتمدد في مساحاتها ... رعاة بقر في زي عصري لم يلتفت اليهم فجاءت منه الرصاصة التي استقرت في قدمة ولم تنال من وجدانه وثقته )
سارت في مخيلته بانوراما اللحظات الماضية فعاودتة احساسات القوة والشباب واحاطتة بدفْ الذكريات رغم البرودة القاسية ....انتفخت معنوياته لاكثر مما تحتمل الليلة الباردة فحاول ان يشعل سيجارة ويداريها عن قطرات الامطار الساقطة ... تنفسها بعمق فأهتزت احشاؤة بألم الجوع ... طرد الدخان من صدره وراح ينظر الي السحب فبدت السحب تتفرق امام عينيه وتختفي وتعود مثل الاشباح( كانت لحظات حياتة الحلوة مثل سحب الدخان لا يكاد يراها ويحسها حتي تتفرق امام عينية ، وهاهو الان يري نفسه غريبا عن الحياه في تلك المدينة بل يري المدينة غريبة حتي عن نفسها )
احساسات التمرد والعصيان انتابته في مواقف كثيرة حتي في تلك الليلة التي يهرب فيها الناس وتتالم فيها الاشياء يحاول ان ينفرد بالشوارع الخالية
عند اجتياز مفرق الطريق الذي يقودة الي الشارع الاخير التفت الي لافته مضاءة مكتوب عليها " سوبر ماركت الحرية "... ودون تردد بصق علي الارض ثم اعاد النظر الي اللافته فكانت تزغغل امام عينيه كلمات غير مكتوبة ( هنا تباع وتشتري كل الاشياء ... والضمير والاحساس والحق ، وما دمت تملك ان تدفع سنبيع اليك كل ما لدينا ) لكنه تمالك غيظة وفهمه لما يحدث وراح يسرح بخياله فيما هو ابعد من مجرد اللافتات المضيئة التي تزين نهود مدينة مكشوفة
..........
وتمر الاوقات ثقيلة وهومنفرد بالشوارع حتي يصل الي نهاية الشارع الثاني ( بالمناسبة الشارع الثالث امتداد للشارع الثاني وان كان يتميز عنه بكم اكبر من القذارة وبأن كثيرا من العاهرات والعاهرين يسكنون مكانه وزمانه... كانت اصوات البرق تفتح السماء فوق راسه وتغسله من همومه وماضيه واحزانه
الام في قدمه التي اصابتها رصاصة رعاة البقر ... لكن ضوء الفجر والانوار الربانية بدات تفرش بساطها علي الارض مما اثار تفاؤله.... نفر اخرون ظهروا بالشوارع الخالية
احس وهو يسير بقرب نهاية المسير ... بقرب الوصول الي غايته... انبسطت اساريره وبدأ يدندن بأغنية محظور اذاعتها

محمد عفيفي
 .............................................













الي ان نكبر ... لكم تحياتي" رؤية ادبية "

( 1 ) التي اعنيها..... " امرأة " ، نعم اسمها ( ميم ) ....... " م " امرأة مجهولة النفسية ، لا تعرف هل هي زكية أم غبية ... " م" تتجاوز نطاق الذكاء وتتجاوز نطاق الغباء في آن واحد .
" م " الذكية أو الغبية قفزت في دنياها الجديدة التي رسموها لها إلي عالم الموضة والإكسسوارات والماكياج مئات السنين لتعود كما كانت من مئات السنين محظية من محظيات الملوك
من احتمالات الماضي والتي تتأكد لنا اليوم فأن " م " طلسم فرعوني في معادلة سلوكية واجتماعية معقدة..... وحين تحاول فك رموز الطلسم تصيبك لعنة الفراعنة الذين بنو الأهرامات ليخلدوا حتي لو مات الشعب كله.
فلاسفة السياسة يقولون أننا أمام احتمالين... وربما يكون هناك احتمال ثالث :
• الاختيار الاول " للتشاؤم " ان نمكث عشرات ومئات السنين ندرس حالة " م " المطروحة للتشخيص علي مشرحة افكارنا التي ورثناها ... وهي افكار لا تغن ولا تثمن من جوع
• الاختيار الثاني " للتشاؤم أيضا " ان نندمج معها علي نحو ما يندمج معها الاخرون بسياساتهم الملتوية " الخطوة خطوة لفوق " فنخلعها ملابسها قطعة قطعة
• الاختيار الثالث ..... وقد يدعوك انت للتشاؤم ايضا يقول ان " م " تحمل في ثنايا مشاعرها نغمة القبيلة والسهم والرمح في يد راعي الغنم .... وتتابع مايحدث في دنيا الفضائيات والانترنت
ويبدوا اللامعقول الذي يحدث لا مفهوم حتي نتنفس من اعماقنا ونتعذب بطعم التناقض في تلك الغابة الحيوانية التي لا انسجام اخلاقي بين حيواناتها الثدية
.......................................................
ربما تختار ايا من الاختيارات الثلاث .... وربما تقودك حواسك وتفكيرك الي الجديد في دنيا الفكر... وأيا ما كان اختيارك سيمضغة السادة الكبار ويخلطونه بتتبيلة سيادة القانون وسيفه وبقليل من شبق الجواري والعاهرات والعاهرين ويعلقونه علي لافتات ديمقراطية تزين نهود مدينة مكشوفة ........ ليس مطلوبا أن تيأس فقد صبرنا يوما وعرفنا ان مايستباح في قصور وشاليهات الساحل الشرقي والغربي والشمالي ايضا يباح بعد قليل في ازقة وحواري المدينة.......
( 2 )
من احاديث " المقربين " حول حالة " م " ... والكلام لهم ان المعنية بالامر ارادت ان تغتسل من همومها واحزانها فوقعت ولبسها " الجان الازرق " .... فقامت تراجع كل ماضيها بحركات بهلوانية بحالة من حالات اللاوعي .... لم تجد وسبحان العاطي الوهاب ما يبرر سنوات كبتها وحرمانها من منتجات الاسواق الامريكية والغربية .....بدأ الجان الازرق لعبته الخفيه ... ثارت " م " علي نفسها ... حمل رحمها اجنة كاذبة من الحرية والمساواة .... وبدي لها انها ستحطم كل الاغلال الرجعية حين تعانق حملة الفكر الليبرالي وتضاجعهم علي أسرة فقرها الازلي.... وحين تحين اللحظة ربما فيضان العملة الصعبة يسد حاجتها ورغباتها للمزيد والمزيد.
جسد " م " اصبح معرضا للتمزق ... وهي لازالت في حالتها" نيران لا تنطفيْ " ورغبات حاشيتها الي المزيد والمزيد ................


" م " والحديث لازال لهم وقد يكون لنا ان ندركه ان المذكورة ساهرة وحائرة لكنها تمرح وتلهوا وتعبث وتفعل أي شيْ وتستعد لكل شيْ خارج نطاق المعقول حتي يجيْ زمن جديد


بذلك – والعرض مستمر – تقدم المذكورة شهادة اثبات وجود لمن يحيطون بها من الشواذ واثرياء النفط .... انهم جميعا غارقون في وحل غريزتهم وما ملكت ايمانهم وغارقون في الاشتهاء كلما خلعت " م " قطعة من ملابسها ..


العرض _ حي _ وممتع لهم.... وقاتل لنا
الدعوة عامة
ممنوع اصطحاب الاطفال والمترددين والخائفين ... عرضنا القادم " في مواجهة الجان الازرق "
( 3 )   الهادئين والمسترخين علي أٍسرة الامتيازات يقولون : لا شيْ غير طبيعي انها سنة الحياة لمن يلبسها الجان الازرق ... انه يرقص فوق ذرات الاحساس والقلب ... لما الضجيج ؟" ..... وبالرغم من ذلك يتعاطون حكايات وفضائح المتاجرين والمراهنين علي "م " وحالتها ... ويتحدثون عن الاحلام والاماني وربما يرتلون احيانا ترتيلات العاشقين
( 4 )
المستهدفة رقابهم تحت المقاصل الجهنمية التي يصنعها الجان الازرق ليحكم بأسم الديمقراطية لا يقفزون فوق التجربة والخطأ .. لا يتحركون ......... حالة " م " : الاعماق والخبايا والدسائس والفتن وفي اعلان صريح غير مستهدفة
( 5 )
بلوتنا أن مشايخ وقساوسة العصر الحديث لا يجيدون التعامل مع الجان الازرق .... وربما يستخدمهم الجان  الازرق لما يريد
( 6 )
عشاق " م " والمتاجرين بها ومن يعرضونها في موائد القمار والمراهنة وجميع المهتمين بها لم يستوعبوا ان " م " طلسم فرعوني معقد فلم يفهموها ولن ينقذوها مما ذهبت اليه
كل من سبق يكفي بالكاد لمظاهرة دعائية فوق رمال حياتنا المتحركة ... فألي ان يكبر كل هؤلاء لكم تحياتي
محمد عفيفي


.....................................................

تعويذة لمسافر لم يحزن بعد
رؤية أدبية
( 1 )
مرة ثانية .... صلبوك  ،   الموت ارحم للبشر الذين يصلبون
علي أكف مقاصل القدر وضعوك ... وأحاطوا عنقك بحبل وعقدة لا حل لها  ،  وأمام القاضي لم يحدث ان وقف محامي يدافع عنك ولم تقف لك حبيبة تتلعثم وهي تقول للقاضي بعينين فيهما ارتعاشات العشق : احبه .... لم يحدث ان قالت لهم اكرهكم " لا تحزن بعد "
.....
علقوها وعلقوك – هي في حكم الغيب وأنت في حكم الحضور – في مواجهة الريح " وأي ريح " ..تمنيت لو يصلبوك فوق جسدها أو يصلبوها في فؤادك
...
قل : اللهم مالك الملك
اللهم مالك الملك
.....
حبيبتك لا تحتمل ان يصلبوك هناك وحدك

( 2 )  قالوا : السفر تعويذة الفقراء ضد الفقر
حملت صليبك في عينيك رموش متساقطة حاجبة للانظار وخطفت من جسدها وبقايا الروح ما أستطعت وسافرت... وحين تسافر الكلمات يبقي الحزن... يفترش الحزن مساحات ينبوع فقرنا حبنا ، ينبوع واحد للحب والفقر ينضح ولا ينضب .. والثلاث فوائد في يدك هدية لكل مسافر لم يحزن بعد :
• اينما كنت صلبوك
• اينما تكون يصلبوك
• فلتحمل صليبك معك حيثما ذهبت
( 3 )
تعدوا كظل باهت فةق أرصفة الغربة ، ولم تزل ايها المسافر لم يحزن بعد في اطار حبيبتك حبك ، داخل ادراكاتك الفاشلة ، في علبة احلامك المتطاولة

كم جنيت ؟!!!
لقد بعت !!!!!!

لا تحزن... للحزن اوان ات لا ريب فيه ، هجرت صليبك فقرك ، وذهبت الي صليبك غربتك
اكتب ايها المسافر ... فك عقدة جهلك
انطق ... فك عقدة لسانك
افهم ... فك عقدة طموحك
ترحم علي من ماتوا بداء الفقر والجهل ، واستسلم لأي هواء تستنشقه ربما شممت رائحة أصلك
( 4 )
في حيثيات – حب البقاء – انك فقدت الهوية

قل : فقدت الفقر ..... قل كما تريد
قل : فقدت الحزن الماضي.... قل كما تريد
....... لا تقل كثيرا
( 5 )
لعنة الرب تطارد نسل فرعون
لعنة الرب تطارد بسمات النفاق وعرق السذج الذين يبنون لاي فرعون حجرا فوق حجر في اهرامات خلوده ليبعث حيا ويغرق الجميع

( 6 )

الرب وهبنا النيل نشرب منه ... لا لنغرق فيه
الرب وهبنا النيل نشرب منه ... لا لنغرق فيه

( 7 )

احتفظ بالتعويذة وأقرأ كلمات الرب

احتفظ بالتعويذة وأقرأ كلمات الرب

احتفظ بالتعويذة وأقرأ كلمات الرب

احتفظ بالتعويذة وأقرأ كلمات الرب

احتفظ بالتعويذة وأقرأ كلمات الرب


محمد عفيفي



..................................................


رسالة محفورة علي جبين غربة الروح

رؤية أدبية


الزمن
اهداء
لولا الموت لا ندرك معني الحياة........ الي من يسقيني حبها جرعات الموت كل ثانية  ،  في نخب حبنا " ياحبيبتي " سأشرب وأشرب
العلماء قلة وسط الدراويش والفتاوي علي هوي الفرعون

المكان
هناك او هنا ... لا احد يدري ، فنحن في زمن العولمة

اشخاص تتضمنهم الرسالة
انت انت انت............. ثم انا والحب والموت

جهة الصادر
اديب مقتول مع وقف التانفيذ

ملخص الصادر
قد تنكسر كل المرايا الزجاجيةالتي تعكس صور الناس والاشياء ..... في هذه الحالة لن نجد صورا لهم الا  علي لافتات الصفيح وكل المعادن شبه المعتمة
جهة الوارد
ما بين الموت والحياة لا نلمس فارقا كبيرا بين مدينة علي شاطيْ الساحل الشمالي يدخن اثرياؤها الماريجوانا ويتعاطون السياسة ويتعاطون النساء بأقراص الفياجرا الامريكية .... وبين حارة ضيقة أو زقاق أو عطفة ينام اغني اغنياؤها بدون عشاء ويتسرب ابناؤهم من التعليم بسبب الفقر

ملخص الوارد
الناس ... كل الناس تبحث عن الطعام والكساء .... هناك ناس اخرون يتطلعون الي الحصول علي كل الطعام وكل الكساء والي تطوير الرقصات البلدية لانها لا تعاصر زمن سرعة عقد الصفقات في زمن العهر والنجاسة والقتل بالمعاني واختلاط المفاهيم ( مزرعة التيوس )

توقيعات علي الرسالة
هناك اختام حكومية غير واضحة المعالم .... وهذا يعطي انطباع ان الرسالة رسمية ..... هناك ملايين البصمات التي لم يستطع اصحابها التوقيع عليها .... والتي لن تستطيع الاستدلال عليهم الا عندما يخرجون من جحورهم التي ضاقت بهم وقد يحدث او لا يحدث ذلك
نص الرسالة
قد نرسم في مخيلتنا او نعلنها عبر الفضائيات عن فتي وفتاه عارية .... ويسيطر علي احساسنا معني الحب .... قد ننجذب غريزيا ونشاهد العرض الحي ، ومن المؤكد الذي لا اتنازل عنه ان حبيبتي المذكورة لن ترضي ان تفك زراير غلالتها لمجرد اننا نحب ، وعندما تنقلب الصورة من سيْ الي اسوأ نشاهد في كل الشوارع والازقة والحواري والقصور صورة لفتاة واحدة يحبها الكثيرون اغنياء وفقراء .... لكن الاثرياء وعراة المباديْ يجبرونها ان تضاجعهم في عرض الطريق ..بينما الفقراء واقفون لا يملكون الدفاع عنها لانهم لا يملكون قوت يومهم
هذه الرسالة ياحبيبيتي محفورة علي جبين غربة روحي
ادرك ياحبيتي ... طبعا لقد تجاوزت بحبك حدود المشاهدة والملاحظة انك اجمل فتاة في المدينة بل قد تكونين مثل المدينة ذاتها ... وليس هناك ما يمنع ان يجبرك الاثرياء وعراة المباديْ ووفق القانون وسيادته علي ممارسة الدعارة طمعا في تراكم ثرواتهم لاكثر مما هي عليه....

عندما احبك وانا اشعر بذلك.... ألست مبشرا بالحب في زمن العهر ... ألا يحق لي ان اعتلي عرش قلبك بالحب.... هويتي : الحب انت ، انت : هوية الحب .... فكيف السبيل الي طهارة حبنا.... كيف السبيل والاثرياء والافاقين وكهنة فرعون ... بل فرعون نفسة يحمل البنادق لصيد كل ماهو جميل ... لصيد الحسناوات
..........
اذكر ياحبيبتي اننا الي وقت قريب كنا نعيش هادئين مطمئين ... لم نكن قد فكرنا في الزواج بعد.. كان الحب بيننا زمان ومكان .. كان الحب بيننا يسكن خلايا الدم
اليوم ياحبيبتي انبئك انني فوق الجراح والماضي وفوق الرشد لكن الاثرياء س ع ص وكل الكلاب المأجورين يحاولن ان يلقوا بجسدك في عرض الطريق فقاومي معي
اقول لك ... انا لم اشاهد الرايات البيضاء بعد .. لم اشاهد راياتك البيضاء بعد
مرفقات الرسالة
صورة لمدينة بسيطة يتوسطها مركز للشرطة ومعبد ... والصورة تمتلآ بالمخبرين والكهنة والكهنوت ورجال الاعمال..... وبخط عربي يمكن قراءته بلغات اخري كتب اسفل الصورة ( الجثث بعرض الطريق وطولة  لن يستطيع احد الاستدلال علي من قتلها ) تحدي صارخ ينم عن جهل بحقائق التاريه
ملاحظة علي صميم رسالتي
الادباء والشعراء والشعوب مرهفة الحس تستطيع احياء جثثها .... فلنحاول
محمد عفيفي


..................................................

ماتيسر من تلاوات الرحمة علي الاحياء والاموات

رؤية أدبية

المنظر : قرية ، وتبدوا الديار فتحات ملتوية في نسيج احكم العنكبوت رسمه بحيث لا تتنفس الاحياء
طريق مستقيم يخرج من قلب القرية يمتد خارجها يتصل بالارض والخضرة والسواقي وجبانة الموتي
حشود بشرية رهيبة يمتلآ بها هذا الطريق المترب ، ويتقدم الحشود نعش بسيط متواضع محمولا علي الاكتاف وخفيف الوزن
انسان من قريتنا مات
شريط ذكريات المرحوم يدور في عقل المشيعين فيأسر حواس كل منهم في اطار ذاته الملعونة كلنا لها ... ويقصدون انفسهم ... كل من عليها فان ، هم السابقون ونحن اللاحقون .. ويقصدون انفسهم )

صراخ نساء الميت يعلو ويعلوا كلما اقتربت الجنازة من جبانة الموتي ....النساء الاخريات يصرخن  ويندبن موتاهم السابقين ويبدوا صراخهن جبر خواطر لنساء مرحوم اليو م

الرجال – كل الرجال تظاهروا بالحكمة والوقار وهم يرتلون :
وحدوه الدوام لله
فريق من حفظة الايات القرانية ومتعهدي توصيل الاموات احتلوا الاماكن الاستراتيجية للجبانة وحيث تتم مراسم الدفن ..... وكلها ارزاق

كان الجسد الجثه في حالة استرخاء شديدة حين وضع في حفرة تفوح منها روائح باقي الجثث ... قفلوا عليه المنفذ.... سودت النساء وجوههن بالتراب
اصبح المرحوم في ذمة خالقة وعاد المشيعون الافاضل الي نسيج العنكبوت يمارسون الموت في الحياة

كل من عليها فان
                         ويبقي وجه ربك ذو الجلال والاكرام
محمد عفيفي





...............................................................................


القفز فوق الصمت

قصة قصيرة
لم يتفقا علي لقاء ، نوازع نفسية ورغبات متبادلة مهدت ان يفرا من الضجيج الذي يصاحبهما ويلتقيا
احتملتهما الشوارع وخبأتهما تحت وهج الشمس الحارق .... صارا يحتميان بظلال الابنية الشاهقة ........... كانت المرة الاولي لهما ... ترقب وحذر شديدين يدفعهما للصمت ، ينتظر كل منهما براعة الاخر في الحديث . انفعالات وجدانية تختزلها النظرات الخاطفة في حياء شديد الي رغبة تسري في الاوصال ومحاولات للاقتراب والتلامس.
... ... .... ثلاثة ... اربعة ... خمسة شوارع دون كلمة ، دون همسة .. دون ان يعرفا الي اين المسير !! كان الصمت يرفرف بأجنحة الهيبة عليهما ، والافكار مع الخطي المتلاحقة تكتسب موقعا جديدا

قطع الصمت وهمس في اذنها : لنسترح قليلا
اومأت برأسها دون تردد فأكتسبت شجاعة بفعالية اكبر من الهمس فأمسك بساعدها كأنما يساعدها علي عبور الطريق أو وعورته

ارتعشت اوصاله ، سرت بجسديهما قشعريرة ، سحب يده سريعا والتزم الصمت عن مجرد التلامس
ثمة شيْ يوحدهما  ،  النظرات التي يتبادلانها توحدت في معانيها ... تدرجت في عمقها لتكشف مزيجا هائلا بداخلهما من الحزن والحب... الطهارة والرغبة ... الصمت والصمت ! كأن الصمت ينبوع لحب لا ينتهي لا يجف الا عندما يخرج الكلام من دائرة الكلام المعتادة

انهما يفكران – فقط يفكران – همسا وجدانيا يقبض بتلابيب القلوب خوفا من الكلام ثم يذوب في سكرة حب لم يبوحا به

والان يجلسان وحيدين وجها لوجه ... حكايتهما ... ذكرياتهما مع الصمت وجها لوجه... دقات قلبيهما وجها لوجه... استعدادت فطرية للقفز فوق الصمت

لماذا الصمت ؟! همست لنفسها فلم تسمع الا اصداء من ذكريات ماضية تلذذت بها واحست بالمستحيل اسوارا عالية من هموم وتجارب واحزان تخفي عن الاعين " الانسان بداخلها "
احست فألتزمت الصمت
لماذا الصمت ؟! نساء كثيرات دخلن من بوابة الشهوة وخرجن من حياتة دون ان يدركن شيئا عن ، والان يلتزم الصمت امام من اوقفتها اسوار احزانه ووقفت تتأمل فيها
.....
بعد قليل فيما يبدوا تنتهي مواجهة الصمت بالصمت وينتهي اللقاء فلا يتواعدان ( احساس جديد ، ومحاولة للقفز فوق الصمت )

لماذا الصمت ؟! قالت له ... نطقت داخل حدود الصمت
ابتسمت عينيه الضيقتين خلف نظارته وانكفأ بوجهه الي الارض ثم حملق في وجهها ... واقترب منها
وقال : الصمت افضل ما دمنا سويا . ألا تخشين عواقب الكلام ؟
احست من كلماته بما تفكر فيه ، لكنها تجاوزت النطاقات المحتملة للصمت وقالت :
هنالك حلقة مفقودة
استقرت عينيه في وجهها ، ابتسمت قسمات وجهه وهو يقول
انها حلقات لا حلقة واحدة هي التي تفصل بيننا
حلقات سبع لا ترينها مثلما السموات سبع يوحدها قصر نظرنا
ادركت ما يعنيه فحكايتهما لا تحتمل اكثر من التلميح ... دارت حول الكلمات التي قيلت ...رتبتها : السموات السبع يوحدها قصر نظرنا ، السموات السبع وضعتنا كل في طريق....لك دينك ولي دين ... السموات السبع لا ترضي ان يفرقنا دين
رقصت لؤلؤة الحب في قلبيهما ، ومضت اشعاعات ذكية في عينيه ..... احسا سويا انهما اتفقا علي كل شيْ بتلك الكلمات المعدودة ... وظلا يرددانها
:السموات السبع يوحدها قصر نظرنا ، السموات السبع وضعتنا كل في طريق....لك دينك ولي دين ... السموات السبع لا ترضي ان يفرقنا دين
سارا قريبين في شوارع العودة
كانت الشمس مائلة للغروب ونسمة هواء رطبة تفتح الافاق لمزيد من الخيال للعاشقين ... بدءا يتحدثان ..... انقطع الصمت – فيما ظنا – بغير رجعة ... تهامسا ... تعانق راسيهما بعد قلبيهما ... وعندما اقتربا من نهاية اللقاء
اتفقا علي اسم مولودهما الاول ( سماح ) وتواعدا علي لقاء
...... ومرت الف ليله وليلة ، مر موعد اللقاء بدون لقاء ، وعاد الصمت اقوي من حيرة السؤال ودهشة الجواب
تكورت الدنيا وتدحرجت لقاع اليأس .... اكتسبت احزانة واحزانها شجاعة فوق اليأس وهما يردد ان السموات السبع يوحدها قصر نظرنا ، السموات السبع وضعتنا كل في طريق....لك دينك ولي دين ... السموات السبع لا ترضي ان يفرقنا دين

محمد عفيفي