أوراق مصرية

هذه الاوراق كتبت قبل ثورة الشعب في 25 يناير 2011

أوراق مصرية .......... ( 1 )


اعود اليكم

اعود للكتابة اليكم بعد ثلاثين سنة توقفت خلالها حتي عن الكتابة لنفسي ، غير اني مثل الكثيرين من المصريين كنت اعيش الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية واتابع مايجري وانفعل لما يجري غير انني كنت اتحاشي الامساك بالقلم ومحاولة الكتابة ......
 كنت اشعر اننا اصبحنا في زمن تفقد فيه الكلمة تاثيرها ومعناها وان ذلك يتم بفعل فاعل يهدف الي غسل عقول المصريين وتعطيلها ، وان أي كلمات متراصة بدوافع وطنية او اخلاقية لن يعر احد لها اهتماما لاننا نتعامل مع قيادات ورؤساء يعرفون تماما ما يفعلونه بينما نحن غافلون عما يفعلون ... او لا حيلة لنا فيما يفعلون ... او اننا نجلس القرفصاء السياسية علي نحو ماكان الفلاح المصري يفعله ليفرغ مافي بطنه
قيادات تعرف علي وجه اليقين الي اين هم ذاهبون بنا بينما نحن بحسن النية او بالبلادة الذهنية ننساق وندخل اللعبة معهم كدمي خشبية فوق مسرح عرائس حياتنا .. يحركوننا كيفما يشاءون لنؤدي الادوار التي يرسمونها لنا
نتفق اولا....

• ان مصر منذ الفراعنة الي الان يحكمها" فرعون واحد " يتسلط علي المقدرات والثروات ويحيط نفسه بمجموعة من الكهنة والسحرة يستعين بهم في حكم الشعب وبالكهنة والسحرة يضفي علي حكمه اللمسة الجمالية والديكورية التي تتفق مع المفاهيم التي تسود عصره .


• وكما تطورت الحياه تطورت اساليب الكهنة والسحرة فأذا كان السحرة " قديما " وقفوا في الاسواق يتحدون موسي " عليه السلام " وعندما شاهدوا معجزته العظيمة بالامر الالهي خروا ساجدين لله " رب موسي وهارون " .... في لحظة معينة من الحقيقة والتاريخ خر السحرة ساجدين لله رب العالمين دون ان يستكبروا .......... السحرة الان يرون الحقائق كل ساعة وكل دقيقة لكنهم يستكبرون ......... السحرة الان يحيطون بالسيد الرئيس ويحتلون المواقع السيادية والنيابية والوزارية والصحفية والاعلامية ويملكون قصورا بضواحي القاهرة وشاليهات في ساحلها الشمالي ويتملكون ربما بأسماء مستعارة توكيلات تجارية وارصدة بالمليارات ، وانهم لهذا الثراء والجاه والعز لن يستكبروا للحق ولا لله العلي القهار.... وهم مستمرون في كهنوتهم وسحرهم للشعب الا يفيق من ثباتة العميق وللمثقفين الا يفيقوا من غفلتهم التي طالت


واستحلفكم بالله العلي العظيم واستحلف كل من يقرا مقالي هذا او يسمع اليه ان يتذكر ملامح أي مسؤول او صحفي من كهنوت النظام عندما يتحدث في امر من الامور العامة... ألم يكن ظاهرا عليه انه يدافع بأي ثمن عن النظام وان يتباري في سحر الناس بمعسول الكلمات ليرضي النظام الحاكم وينال رضا الفرعون الاكبر

مصر علي مدار تاريخها منذ الفرعون الاول والي الفرعون الاخير الذي يتربع الان

يحيطون انفسهم بالكهنة والسحرة ليساعدوه في استغفال الشعب .... وتلك

الخصوصية تنفرد بها مصر عن باقي دول العالم ... انه ميراث فرعوني منذ وعينا
فجر التاريخ المكتوب


ونتفق ثانيا

ان شعب مصر كان ارضا خصبة للفكر الفرعوني والحكومة المركزية ..... شعب طيب ، قليل الحيلة ، القليل يرضيه ، يهتم برضاء فرعون _ أي فرعون _ طالما يعلوه في السلطة ويهتم برضاء الكهنة حتي يسعد ويهنا باله او حتي يتجنب شرورهم.... وحتي لا اجرح مشاعر القاري واجرح مشاعر نفسي قبل او بعد ذلك لك عزيزي القاريْ ان تتخيل للمرة الثانية حال المواطن المصري بسلبيته الشديدة وتقاعسه حتي عن تطوير حياته .... ولك ان تتخيل ماهو ابعد من ذلك

• كان لابد ان اتوقف عن الكتابة منذ ثلاثين سنة ..... ببساطة لان المشهد حينئذ يبين بوضوح ان الفرعون الحالي اكثر من أي وقت مضي يعرف مايريده تماما وان الشعب اكثر من أي وقت مضي اكثر غفلة وان سحر السحرة عبر الاله الصحفية والاعلامية اكثر تأثيرا من أي وقت مضي.... وان الحياة السياسية ديكورية .... وفي جمال ديكورها يمارس ابشع انواع التنكيل والبطش واهدار حقوق الانسان....

• احزاب تقام بقرار رئاسي لتعطي انطباع للعالم اجمع اننا اصبحنا ديمقراطيون ... ويبدأ النعيق الاعلامي ليبيع لنا وهم الحرية مقابل مايحلون عليه من القصور والشاليهات والامتيازات الاقتصادية ، ولو ان حزب من تلك الاحزاب تجرأ وخرج عن اصول اللعبة يتم التحرش به واحداث الفرقة بين صفوفة بكل الحيل

• وعلي مدار 30 سنه تحول شعار الانفتاح الاقتصادي من مجرد رغبة في مزيد من الانفتاح والتعامل مع العالم الخارجي الي فوضي اقتصادية يقودها تجار المخدرات ومن سرقونا والمرابين ليكونوا الركن الاقتصادي لرجال الاعمال المستثمرين وحتي وصلنا الي مرحلة ان دعم رغيف العيش الحاف يسرق جهارا نهارا من افواه المصريين بينما الحكومة المركزية عاجزة .... نعم هي عاجزة عن مقاومة من يسرق قوت المصريين بينما هي قوية وقاهره ضد من ينادي بسقوط هذا الحكم الجائر او حتي من يقول " كفاية " .

• تحولت ساحة الفكر وكانت محدودة الي ساحة لشيْ اخر غير الفكر والتفكير وانشغل المفكرون " ان كانوا حقا يفكرون " الي الارتزاق واصبحت الثقافة في دنيا الفضائيات الي استثمار بأثارة الغرائز .... وانشغل المناضلون بتأمين حياتهم وتبرير ذلك وتمادوا في تامين حياتهم حتي اصبحوا من رجال الحكم المستثمرين في الصحافة التي يقال انها مستقلة والفضائيات التي تلوث الهواء الذي نتنفسه


• وليعذرني رجال الدين الاسلامي ورجال الدين المسيحي من شيوخ وقساوسة انهم قد دخلول اللعبة مع فرعون وانشغلوا عن دعوي الحب والتسامح وعبادة الله الذي لا اله الا هو ..... وراحوا يتجرأون ويناورون ليحصلوا علي منافع دنيوية ...... وليصبح شعارنا " الوحدة الوطنية " خاليا من أي مضمون حقيقي يعبر عنه.


حكومة تمارس البطش والارهاب بطرق جديدة مبتكرة ومفكرون مشغولون بهمومهم الخاصة وشعب غافل واحزاب تلعب دورا رخيصا لخدمة الفرعون ..... لكل هذا كان لابد ان اتوقف عن الكتابة فنحن لم نعد في زمن الكلمة الصادقة لقد اصبحنا في زمن السحر السياسي .... وهل ادل علي السحر السياسي من النيو لوك الذي ظهر به رئيس الجمهورية الذي تخطي السبعين سنة واقترب من نهايتها وهو يرشح نفسة لرئاسة فترة فرعونية جديدة


خلال ثلاثين سنه لم امسك بقلمي للكتابة الا مرات معدودة وفي كل مرة كنت اجد نفسي محاصرا باليأس والقنوط ومصابا بأجهاد عصبي لمجرد كتابة سطرين


والان اعود اليكم للكتابة


لانني ببساطة لم اعد احتمل السكوت اكثر من ذلك ، ولانني ثانياقد وصلت الي سن كبير ... ومن يصلون الي هذا السن يكونوا اقرب الي الله والي شهادة الحق ، وثالثا لاني اري ان جيلا جديدا _ من رحم المعاناه_ يحمل فكرا تنويريا يولد علي الارض المصرية وان هذا الجيل وذلك الفكر التنويري لن يوفرا ارضا خصبة لاستبداد الفرعون أو وريثه

ولان فرعون ووريثة والكهنة والسحرة لن يسمحوا لهذا الجيل ان يولد ولادة طبيعية فالمواجهة قادمة ، لن يفرضها الجيل الجديد لكنها الطبيعة الكونية للولادة بعد حمل دام سبعة الاف سنه وان الفرعون الحاكم والسحرة سيحاولون وهم فعلا يحاولون اجهاض الجنين القادم .... وعبثا يحاولون
هناك جديد في الشارع المصري ... فكرا تنويريا ، وهناك امل ان نصبح قريبا غير فرعونين نكم انفسنا بأنفسنا ... هناك امل ان يصبح نظامنا بلا كهنة وارزقية وسحرة وكلاب تحرسة وتنهش في لحمنا.. هناك امل ان يتحرك الشعب بكامله رغم الشعوذات والاعمال المشبوهة للكهنة......


وما بين لحظتنا الراهنة واللحظة التي نرجوها نتمني من الله السلامة من كل سوء يحيط بالشعب
....................................

أوراق مصرية ( 2 )
هذا هو نظامنا الحاكم..... وعلي مسؤوليتي أقول لكم

خبر بسيط متواضع وأحاديث صحفية وتليفزيونية متحفظة تقول إن النظام عقد اتفاقا مع إسرائيل ينص علي :


بيع الغاز المصري لإسرائيل لمدة 15 سنة قابلة للتجديد إذا ما رغب الجانب الإسرائيلي في ذلك ( ولاحظ أن الرغبة لإسرائيل وليست لمصر "


أن النظام الحاكم ملتزم بتوريد الغاز المصري حتي ون جفت ينابيع الغاز المصري .... ومعني ذلك انه إذا جفت ينابيع الغاز المصري فأن علينا أن نشتري الغاز من الأسواق العالمية لنبيعه إلي إسرائيل


أن سعر التوريد للعزيزة الغالية اسرائيل سيكون بين 75 سنت إلي دولارا ونصف الدولار بينما السعر العالمي يصل إلي 29 دولارا


معني ذلك لمن يفهم أو لمن لا يفهم.... معني ذلك لمن يهتم أو لا يهتم بما يحدث:


أن النظام الحاكم يتبني توفير احتياجات العزيزة الغالية إسرائيل ويعمل علي توفيرها حتي لو كان ذلك بشرائها من الأسواق العالمية وتوصيلها إليهم


أن النظام الحاكم يقدم دعما عينيا لإسرائيل يتمثل في فرق السعر المتفق علية دولار واحد في المتوسط إلي السعر العالمي 29 دولار بما يحي دعما يعادل 28 دولار لكل وحدة


ومعني ذلك انه إذا جفت ينابيع الغاز المصري سيقوم نظامنا المبارك بشراء الغاز من السوق العالمي بسعر 29 دولار ليقدمه لإسرائيل بسعر 1 دولار


والخبر علي هذا النحو لا يحمل الا


معني واحد ولا علاقة لهذا المعني بالعلاقات الدولية ولا بالاتفاقيات ... هذا المعني الواحد أن نظامنا المبارك اصبح اكثر اسرائيلية من اسرائيل نفسها والي الدرجة التي يتولي دعمها وتوفير احتياجاتها بعقد مدته 15 سنة مع أن كل العقود المعمول بها في العالم مدتها مداها قصير الاجل لتغير الاسعار في المدي القريب






والخبر يكتسب معني اخر اذا كان نظامنا المبارك قبل شهرين أو ثلاثة ملآ الدنيا ضجيجا حول الدعم الذي يقدمة للمصريين بدءا بدعم رغيف العيش والي انبوبة الغاز والتي انتشرت شائعة تقول أن سعرها سيصل الي 27 جنيها بعد رفع الدعم عنها .... ودارت المناقشات وتبارت الصحف والمؤسسات في الحديث عن الدعم الذي تقدمة الحكومة للمصريين وهل يكون دعما عينيا او نقديا وما شابه ذلك من مسميات يتم اختراعها للتداول والالهاء ........ وبسبب ارتفاع الاسعار كانت الصيحة الي التظاهر صباح 6 ابريل واستطاعت الحكومة الفتية القوية الشابة أن تقبض علي كل المشاركين والداعين الي تلك التظاهرة بينما وقفت عاجزة كا الكهل المشلول غير القادر عن الحركة 50يوم والي الان عن مواجهة حقيقية لازمة رغيف وطوابير العيش


اريد أن اقول ببساطة شديدة لكم


أن ثروات المصريين تنهب جهارا نهارا لصالح اسرائيل بفعل نظامنا المبارك وحساباته الدولية التي لا نفهمها ... ولو أن ذلك حدث قبل سنة52 وايام الاحتلال الانجليزي فأنه سيكون مثار لخجل الانجليز من انفسهم رغم انهم مستعمرون .... فلا يوجد احتلال قادر بهذه المقدرة الفجة علي مثل هذا التصرف


وببساطة اكثر .... فأن نظامنا المبارك يتجه الي دعم اسرائيل بينما يئن من دعم المصريين


...........


.............


فات نظامنا المبارك وفات اسرائيل وفات كهنة النظام وارزقية العمل السياسي والصحفي أن غاز مصر ليس ملكا للحكومة ولا لمبارك ولا للوريث وانما هو ملك كل الشعب ..... وفي هذه الامور يجب أن يقول الشعب كلمته .... فقلها أيها الشعب


.........


.........


قلها ايها الشعب .... لا نريدها من مجلس الشعب فنحن نعرف بدايته وحياته ونهايته بكل من فيه من ادعياء الحزب الوطني او الاخوان ونعرف كيف وصلوا الي هناك جميعا ، ولا نريدها من الاحزاب _ كل الاحزاب _ فنحن نعرف بدايتها وحياتها ونهايتها _ لا نريدها من اصحاب حلقات الذكر السياسية وادعاء الدروشة والايمان ومن يطلون علينا بين الحين والاخر بلمسات عاطفية لاحاسيس الشعب ... لا نريدها من كل هؤلاء فهم غارقون حتي النخاع في اشتهاء الشعب واللعب بمقدراته وثرواته بفجاجة وعهر شديدين


والحق اقول لكم:


الي ان يفعلها الشعب المصري ... لهذ الشعب حبي وتقديري ، وولقوي السياسية الخائبة التي تسمع او لا تسمع او التي تسمع ولا تفكر او التي تسمع ولا حيله لها او التي لا تسمع الامصالح القائمين عليها ... عليكم جميعا لعنات المصريين جميعا ولعنتي


والي ان يفعلها الشعب – املا ورجاء – ان يسرع الخطي محمولا علي الاكتاف المجهدة


والي ان يفعلها الشعب لا تنسوا جميعا ان نظامنا المبارك يئن من دعم المصريين ويتجة الي دعم اسرائيل بالغاز

وحسبنا الله ونعم الوكيل
أوراق مصرية ( 3 )