عن الحرافيش والاخوان ومملكة الحشاسين

حرفوشا أنت أم حشاشا ؟ سؤال ينطوي علي مغزي الاختيار بين ان تكون حرفوشا مصريا وبين ان تكون حشاشا متطرفا ارهابيا ، البعض يخلطون بحسن أو بسوء نيه بين الحرافيش من جهه والغوغاء والبلطجية والارهابيين من جهه ثانية .... والحقيقية ان الفرق بين الحرافيش والمتطرفين  كالفرق بين السماء والارض ، كالفرق بين الجنة والنار.

اذا كنت حرفوشا فأنت من طين مصر ، معجون بالتوليفة الفاخرة الوطنية ،تحلم كما يحلم النسطاء بغد افضل يتمتع فيه المصريين بلقمة عيش لاطعم للذل والمهانة فيها . الحرافيش يحملون في قلوبهم وعقولهم احلام البسطاؤ  والمحرومين والمكبوتين وبالرغم من ذلك تموت قلوبهم في تحدي من يستغفلونهم وستنطعون عليهم. الحرافيش ضد السفهاء والبلهاء رغم انهم لا يملكون الذهب والفضة ولا ينافقون الاغنياء ورجال الاعمال ولا يقبلون ايادي اصحاب المراكز النفوذ.

الحرافيش لا يملكون الا لسان سليط يسلطونه علي اسباب فقرهم وجهلهم ومرضهم فيلعنون من كان السبب  وياعنوا سنسفيل ابو الظالمين والتجار الجشعين ولا يهدأ لهم بال حتي يعم الارض السلام والسكينة.

لقد كان للحرافيش اسوة حسنة في " عبد الله النديم "  وفي عمنا : بيرم التونسي "  وعم برعي العربجي الذي قاوم الاحتلال الانجليزي وفي احمد البنهاوي الذي قاوم فساد الخلافة العباسية .... وجميعهم بذل ما في وسعةمن اجل الحق والخير ولوجه الله

....................................

أما اذا كنت  حشاشا فأنت تخلط الدين بالسياسة ، وتظهر عكس ما تبطن ، وتبطن عكس ما تظهر ، وتتخذ الارهاب وسيلة لتصفية الخصوم  وتحب السلطة حبا جما وتعشق المال لما . وتلك كانت جماعة الحشاشين المتطرفين التي رفعت شعارات دينية اسلامية وراحت ترهب البلاد والعباد وتجول وتصول بطول البلاد وعرضها ارهابا اسود بأسم الاسلام  لكن هذه الجماعة توارت ظلا باهتا ثم تلاشت وتبخرت بظهور القائد العربي والاسلامي صلاح الدين الايوبي

.................................

يخطيْ من يظن ان جماعة الاخوان المسلمين هي اول جماعة  ارهابية فقد سبقها جماعة الحشاشين وكانوا اكثر قوة وأشد بأسا.

لم يكن حسن البنا هو اول من أسس جماعة تخلط الدين بالسياسة وتتخذ الدين ستارا لاطماع دنيوية رخيصة ، فقد سبقه ( حسن الصباح ) مؤسس جماعة الحشاشين .  واذا كان حسن البنا يتمتع بذكاء وموهبة مكنته من تكوين جماعة الاخوان وأن يكون مرشدا لها  فأن حسن الصباح كان اكثر ذكاءا  وموهبة مكنته من تكوين جماعته وأن يصبح امبراطورا يتحكم في مساحة شاسعة .

ولد ( حسن الصباح ) في مدينة " قم "  علي الحدود بين ايران وافغانستان _ كفانا الله شر تلك المنطقة _  وهي نفس المنطقة التي تعلم فيها الامام الخميني وهي  نفس المنطقة التي تعتبر بؤرة التوتر في العالم منذ1 800 سنه

..............................

المهم أخونا حسن الصباح أسس جماعة الحشاشين ، ولا ادري ما سر تسميتها "الحشاشين " ، وقامت الجماعة _ وسبحان العاطي الوهاب _  علي مبدأ السمع والطاعة دون اعمال الفكر والعقل ...... يعني كانوا في زمانهم خرفان مثلما الاخوان المسلمين الان.

وقد وصل جبروت حسن الصباح انه كان يأمر مريديه واتباعة  بالقفز من اعالي الجبل فيقفزون ويتدحرجوا علي الجنال في رحلة السقوط فتتناثر اشلاءهم ويلاقوا حتفهم في الحال وبهذا يتأكد حسن الصباح ان اتباعه يطيعونه فعلا ..... ومع فارق التشبية فأن هذا الجنون يتساوي موضوعا وشكلا مع اوامر مرشد الاخوان باقتحام منشاة عسكرية ، هي دار الحرس الجمهوري.

واذا كان الاخون في لحظات التمكن يستعرضون قوتهم بكبر وغرور فأن مريدين حسن الصباح يلعبون بالسيف حركات بهلوانية تلقي في قلوب من يشاهدهم الرعب والفزع.

الاختلاف الطفيف بين الاخوان والحشاشين ان الاخوان لم يساهموا في الفنون الا ببعض اعمال مسرحية كانت تعرض بمسارح النقابات المهنية كا يعدها فارس عصره " ابو الفتوح " لكن لا عمل من تلك الاعمال كان يستحق ان يعلن او يذاع فقد كانت اعمال تافهه يخاطبون بها اتباعهم ..... اما الحشاشين فقد برعوا في اختراع الالات الموسيقية واستخدامها ، وكان يقوم بالعزف تشكيلة من اجمل نساء الكون

....................

انتهت مملكة الحشاشين يوم تخلصت الامة العربية والاسلامية من ضعفها وفساد الحكم فيها ، حين ظهر " صلاح الدين الايوبي " ولم يعد من اثارها شيْ سوي الادخنة المتطايرة في المقاهي والغرز.

مملكة الاخوان هي الاخري في طريقها للنهاية المحتومة للارهاب فهل يفعلها الفريق " السيسي " ويرحم الحرافيش من جهد وبلاء المقاومة ويصبح بطلا شعبيا وقوميا ...... الامر لازال معلقا املا ورجاءا والحرافيش في قمة يقظتهم