متاهات القوي الوطنية ، والثورة المضادة

استطاعت ثورة الشعب المصري في 25 يناير أن تسقط رأس النظام حسني مبارك وأن تسقط معه بعض رموز الفساد ، ..... وما أن تحقق ذلك حتي ظهر جليا وواضحا مجموعة من الظواهر والتي يمكن أن تؤثر سلبا علي مدي نجاح الثورة في تحقيق اهدافها اذا نحن جميعا لم نلتفت اليها.
أول هذه الظواهر هو  ما يطلقون عليه " الثورة المضادة "  ، ويقصد بهاالتحركات التي تقوم بها بعض الفئات والقوي لاجهاض الثورة والاجهاز عليها لعود الاوضاع الي ما كانت عليه أو تسير في اتجاه اخر لا هو اتجاه الثورة ولا هو ما كانت عليه الاوضاع قبل الثورة.
وكما أن الشعب الذي ثار يوم 25 يناير شمل الكثير من التيارات والتلوينات السياسية والتي توحدت جميعها ضد النظام فأن الثورة المضادة هي الاخري تضم الكثير من التيارات والتلوينات وهدفها المشترك هو عدم انجاح الثورة
وثاني هذه الظواهر  هو تلك المتاهه التي دخلت اليها النخب والقوي السياسية  والتي ظهر معها واضحا أختلاف الرؤي والاتجاهات فيما يجب اتباعه خلال المدي القريب ...... هناك من يطالب بتعديل الدستور وهناك من يطالب بدستور جديد وهناك من يطالب بجمهورية رئاسية واخرون يطالبون بجمهورية برلمانية ، ومن كان صدرهم واسعا رحبا وهم يواجهون النظام بات صبرهم وصدرهم ضيقا حرجا في التحاور فيما بينهم.
الظاهرة الثالثة التي لم يلتفت اليها أحد  الي الان  أن العامل الحاسم في نجاح الثورة  وهو الشعب لم يلتفت أحد اليه ... ولم يتم الاحتكام الي رأيه ولم تتاح له فرصة التعبير ، أو حتي استطلاع رأيه وكأن النخب والقيادات تبحث عن أرث مبارك وعائلته وكأن ما كان لم كان ثورة مجموعة من الشباب تم اختزالهم في أسماء بعينها ولم تكن ثورة شعب
..............................
تحركت جحافل الثورة المضادة حين ظهرت المطالب الفئوية وتعطيل حركة العمل والانتاج وحين احترق امن الدولة وحين لاحت بوادر الفتنة الطائفية .... وأختلفت رؤي النخب والقيادات التي اعتلت خشبة مسرح الثورة وراحت تتناحر وتنقسم ، وغاب الشعب بفعل اختزال الثورة بكونها ثورة الشباب وليت كل الشباب بل ..... و .... و......
..................................
وتبدوا الصورة أكثر قتامة رغم ما ينتابنا من أحساس بالنصر ونجاح الثورة
.....................................
كم حزبا تقرر قيامه بعد نجاح ثورة 25 يناير ؟  .... كل من أجتمع حوله عدد من الشباب وغير الشباب من النخب الاعلامية والسياسية قرر أن ينشأ حزبا مستغلا من تجمعوا حوله ، احزاب دينية واحزاب مدنية ... لقد قرروا أنشاءها ثم هم- فيما بعد  - سيعلنون غايات الحزب وسييضعون برامجه ، وجميعها ديباجات اعلامية لا تخلوا من الانتهازية...لم يفكر أحد في الدعوة الي ائتلاف شعبي يضم كل أنصار ثورة 25 يناير والدعوة الي حوار موسع بميدان التحرير أو بحديقة الحرية يتناول المخاطر التي تحيط بنا سواء الداخلية المتمثلة في " الثورة المضادة " أو الخارجية لما يحيط بنا من الشرق والغرب والجنوب ثم ما الذي يجب ان تفعلة قوي الثورة وانصارها من اجل الحفاظ علي الامن وعلي اهداف الثورة
اللهم فأشهد
 أحساسا بالخطر من أنفسنا وما يصيبها من أمراض نفسية ، واحساسا بخطر الثورة المضادة ، واحساسا بالاخطار الخارجية التي تتهددنا فأنني ادعوا  الي مؤتمر شعبي يضم كل القوي الوطنية والشعبية ويكون المؤتمر بحديقة الحرية المواجهة لدار الاوبرا المصرية وهي علي مقربة من ميدان التحرير ، وتكون مدة المؤتمر اسبوعا كاملا " من السبت الي الجمعة " وعلي أن يبدأ المؤتمر الساعة الثالثة بعد الظهر وينتهي الساعة الثامنة مساءا ، وتدور فيه النقاشات حول كل ماتقدم وفق جدول أعمال يتفق عليه يتناول اساليب الثورة المضادة وكيفية مواجهتها ، ويتناول الاهداف التي تسعي الثورة الي تحقيقها وكيفية ضمان تحقيقها وما يستجد من موضوعات يرغب الشعب وقواه الوطنية في اضافتها..... وبهذا نضمن مشاركة الشعب ان كنا فعلا نحتكم للشعب
كل ثورة وشعب مصر بخير وسلام
حفظ الله مصر من الخائنين والفاسدين .... وممن ضعفت نفوسهم