قصة قصيرة " رجل فوق قدميه "





انسحبت الشوارع وتدحرجت فوق ارصفة الشتاء .... ليلة صقيعها شاذ لم تحتملة الابدان الهزيلة فراحت تنكمش في نفسها وتقاوم ضعفها وتعدوا مسرعة تتلمس الهرب من الشوارع والصقيع  وفقر الابدان
.........


تمايلت الاشجار الشامخة  ، ترنحت ، داعبتها الريح اللعوب في كل الاتجاهات شرقا وغربا ، انسحبت الشوارع اكثر واكثر الا عن نفر قليل تقاذفتهم امواج الليل في ليلةصقيعها شاذ
..............................
كان عائدا من عمله شاردا في عواقب ماتم في تلك الليلة ، استلب تفكيره فيما سيحدث من عواقب كل حواسة فلم يحس بالصقيع ولم يلتمس الهرب
نظر الي ساعته ! اشارت عقاربها اللئيمة الي انه لاتوجد مواصلات رسمية " حكومية "  تملكته قوة من نوع غريب – في هذا العص – وقرر ان  ينفرد بالشوارع الخالية يفكر ويتدبر في عواقب ما سيحدث  ... تطاولت خواطره وسطت علي اليلة الباردة والصقيع فبعث فيه احساسات الثقة والشباب  وانتفخت معنوياته  الي الدرجة التي استرعته قطرات الامطار الساقطة وهي تحرك برك المياه فوق الاسفلت  الي انه مثل قطرة المياه يستطيع ان يحرك ساكنا
.......................................
احس  انه بحاجة الي قرار جريْ يحرك حياته  وحياة الاخريين الي الافضل




.................
كان عليه ان يسير في شارعين ثم ينحدر الي مفرق ليصبح في الشارع الاخير الذي يعيش في مكانه وزمانه ....تذكر طول المسير  وعذابه في هذا الجو الملبد والذي ينذر ويتوعد من يسيرون بالشوارع فأعاد النظر الي ساعته ثم دس يده في جيبه ..... كانت البرودة والفقر اقوي من الاحساس بما يفتش عنه.... وقرر مرة ثانية ان ينفرد بالشوارع الخالية دون ونيس وأن يستمر فيما بدأ ه
.............
عند اجتياز الشارع الاول هطلت الامطار فوق راسة بعنف .. التصقت ملابسه بجسدة النحيل فأنكشفت تفصيلات جسدة الضعيف ..... راعه ان يري ظله المنعكس عن اضواء فوانيس الكهرباء ممدا كا الشبح في عرض الطريق
شرد برهه فترائي له ماضيه  ، سرت بجسده قشعريرة العشق والحب وهو ينظر ويتذكر فترينة لحظات الماضية شرد برهه فترائي له ماضيه  ، سرت بجسده قشعريرة العشق والحب وهو ينظر ويتذكر فترينة لحظات الماضية
( كانت تقف بالفترينة امراة مانيكان تشكلت من الاحاسيس في صورة اجمل انثي ثم تلونت بالوان انثي الطاووس فأنجذب لها وعندما فرد لها جناحيه انجذبت اليه في لحظة شوق .. استمرت لحظة الشوق اياما وشهورا لازال يتذكرها الي اليوم ... في اليوم الاول قبلها وفي الثاني شرب من رحيقها وصار اقرب الي الناس والاشياء .. صارت حالته هي حاله الناس والاشياء... امتزجت المعاني والمباديْ بالوجدان الصافي ... انطلق معها ... تمدد في مساحاتها الثرية ... ومن هذا الركن انطلقة عليه رصاصة
......................
يعرف الان ان الرصاصة كان يجب ان تنطلق عليه ... في فترينة لحظاته الماضية اكثر من راعي بقر  وكانت عيونهم مسلطة علي من يحبها  ويتمدد في مساحاتها ... رعاة بقر في زي عصري لم يلتفت اليهم فجاءت منه الرصاصة التي استقرت في قدمة ولم تنال من وجدانه وثقته )
..........................





سارت في مخيلته بانوراما اللحظات الماضية فعاودتة احساسات  القوة والشباب واحاطتة بدفْ الذكريات رغم البرودة القاسية ....انتفخت معنوياته لاكثر مما تحتمل الليلة الباردة فحاول ان يشعل سيجارة ويداريها عن قطرات الامطار الساقطة ... تنفسها بعمق فأهتزت احشاؤة بألم الجوع ... طرد الدخان من صدره وراح ينظر الي السحب فبدت السحب تتفرق امام عينيه وتختفي وتعود مثل الاشباح( كانت لحظات حياتة  الحلوة مثل سحب الدخان لا يكاد يراها ويحسها حتي تتفرق امام عينية ، وهاهو الان يري نفسه غريبا عن الحياه في تلك المدينة بل يري المدينة غريبة حتي عن نفسها )




احساسات التمرد والعصيان انتابته في مواقف كثيرة حتي في تلك الليلة التي يهرب فيها الناس وتتالم فيها الاشياء يحاول ان ينفرد بالشوارع الخالية
عند اجتياز مفرق الطريق الذي يقودة الي الشارع الاخير التفت الي لافته مضاءة مكتوب عليها " سوبر ماركت الحرية "... ودون تردد بصق علي الارض  ثم اعاد النظر الي اللافته فكانت تزغغل امام عينيه كلمات غير مكتوبة ( هنا تباع وتشتري كل الاشياء ... والضمير والاحساس والحق  ، وما دمت تملك ان تدفع سنبيع اليك كل ما لدينا ) لكنه تمالك غيظة وفهمه لما يحدث وراح يسرح بخياله فيما هو ابعد من مجرد اللافتات المضيئة التي تزين نهود مدينة مكشوفة
..........
وتمر الاوقات ثقيلة وهومنفرد بالشوارع حتي يصل الي نهاية الشارع الثاني ( بالمناسبة الشارع الثالث امتداد للشارع الثاني وان كان يتميز عنه بكم اكبر من القذارة وبأن كثيرامن العاهرات والعاهرين يسكنون




سارت في مخيلته بانوراما اللحظات الماضية فعاودتة احساسات  القوة والشباب واحاطتة بدفْ الذكريات رغم البرودة القاسية ....انتفخت معنوياته لاكثر مما تحتمل الليلة الباردة فحاول ان يشعل سيجارة ويداريها عن قطرات الامطار الساقطة ... تنفسها بعمق فأهتزت احشاؤة بألم الجوع ... طرد الدخان من صدره وراح ينظر الي السحب فبدت السحب تتفرق امام عينيه وتختفي وتعود مثل الاشباح( كانت لحظات حياتة  الحلوة مثل سحب الدخان لا يكاد يراها ويحسها حتي تتفرق امام عينية ، وهاهو الان يري نفسه غريبا عن الحياه في تلك المدينة بل يري المدينة غريبة حتي عن نفسها )
احساسات التمرد والعصيان انتابته في مواقف كثيرة حتي في تلك الليلة التي يهرب فيها الناس وتتالم فيها الاشياء يحاول ان ينفرد بالشوارع الخالية
عند اجتياز مفرق الطريق الذي يقودة الي الشارع الاخير التفت الي لافته مضاءة مكتوب عليها " سوبر ماركت الحرية "... ودون تردد بصق علي الارض  ثم اعاد النظر الي اللافته فكانت تزغغل امام عينيه كلمات غير مكتوبة ( هنا تباع وتشتري كل الاشياء ... والضمير والاحساس والحق  ، وما دمت تملك ان تدفع سنبيع اليك كل ما لدينا ) لكنه تمالك غيظة وفهمه لما يحدث وراح يسرح بخياله فيما هو ابعد من مجرد اللافتات المضيئة التي تزين نهود مدينة مكشوفة
..........
وتمر الاوقات ثقيلة وهومنفرد بالشوارع حتي يصل الي نهاية الشارع الثاني ( بالمناسبة الشارع الثالث امتداد للشارع الثاني وان كان يتميز عنه بكم اكبر من القذارة وبأن كثيرا من العاهرات والعاهرين يسكنون مكانه وزمانه... كانت اصوات البرق تفتح السماء فوق راسه وتغسله من همومه وماضيه واحزانه
الام في قدمه التي اصابتها رصاصة رعاة البقر ... لكن ضوء الفجر والانوار الربانية بدات تفرش بساطها علي الارض مما اثار تفاؤله.... نفر اخرون ظهروا بالشوارع الخالية
احس وهو يسير بقرب نهاية المسير ... بقرب الوصول الي غايته... انبسطت اساريره وبدأ يدندن بأغنية محظورة


 

 

ليست هناك تعليقات: