طلعت حرب ( من تاني )

لم
 يكن خبيرا مصرفيا ، ولم يكن من اهل المال والاعمال ،  كان خريجا من كلية الحق  سبحان الله ) ثم عمل مترجما ثم رئيسا لادارة  الحسابات ( سبحان الله ) لكنه قبل وبعد ذلك كان مصريا يعشق تراب مصر ويحلم بنهضتها ......  هذا هو  محمد طلعت بن حسن محمد حرب )  الشهير بطلعت حرب ...................
ولد  بتاريخ2 نوفمبر 1867 وتوفي  13 أغسطس 1941) اقتصادي ومفكر مصري، كان عضوًا بمجلس الشيوخ المصري، وهو مؤسس بنك مصر ومجموعة الشركات التابعة له. يعتبر من أعلام الاقتصاد في العصر الحديث في مصر ولقب بـ "أبو الاقتصاد المصري" حيث عمل على تحرير الاقتصاد المصري من التبعية الأجنبية وساهم في تأسيس بنك مصر والعديد من الشركات العملاقة التي تحمل اسم مصر مثل شركة مصر للغزل والنسيج ومصر للطيران ومصر للتأمين ومصر للبترول ومصر للسياحة وستديو مصر وغيرها
....................................................................
رؤيته الفكرية
في عام 1911 قدم طلعت حرب رؤيته الفكرية واجتهاداته النظرية عن كيفية إحداث ثورته الثقافية وذلك من خلال كتابه "علاج مصر الاقتصادي وإنشاء بنك للمصريين"، كان طلعت حرب ميالا (بشكل واع) للفلاحين والفقراء حيث كان يضطر معظمهم للاستدانة بشكل ربوي مجحف لدى بعض المرابيين ، وساهم في الدفاع عنهم عند تصفية الدائرة السنية سعى إلى بيع الأراضي إلى الفلاحين الذين يزرعونها، كانت أسعار القطن عالمياً قد شهدت زيادة لكنها لم تنصب في صالح المزارع المصري البسيط، كذلك لم يكن هناك نظام مالي يدعمهم فرغم من إنشاء البنك المصري والبنك الأهلي ، لكنهم كانوا مخصصين لتمويل الأجانب فقط، وتسبب ظروف الاستعمار وقتها في استنزاف موارد الاقتصاد المصري لمصالحهم فقط.
لذلك بدأ طلعت حرب دعواه عام 1906 من أجل إنشاء نظام مالي مصري خالص لخدمه أبناء الوطن وللسعي أيضا للتحرير من القيود الاستعمارية الاقتصادية، لقيت دعواه استجابة واسعة،،
 استطاع طلعت حرب في عام 1908 تأسيس شركة شركة التعاون المالي برأس مال مصري وذلك بهدف تقديم العديد من القروض المالية للشركات الصغيرة المتعسرة مادياً، وساعده أيضاً عودة الدكتور فؤاد سلطان من الخارج والذي كان يعد أحد أبرز الخبراء الاقتصاديين، وقام بتقديم الدعم الكامل لمساعي طلعت حرب.
قام طلعت حرب بإصدار كتابه "علاج مصر الاقتصادي" الذي طرح من خلاله فكرته في ضرورة إنشاء بنك للمصريين لخدمه المشاريع الاقتصادية في مصر والنظر في المشكلات الاجتماعية، تحمس الكثيرين لفكرته بالرغم من معارضة السلطات الإنجليزية، وقرر المجتمعون بالفعل تنفيذ فكرة حرب في إنشاء بنك مصر لكن هذه الجهود تعطلت عملية إنشاء البنك بسبب الحرب العالمية الأولى وعادت فكرة إنشاء البنك عقب قيام
..............................................................
بعد عامين فقط من إنشاء بنك مصر قام طلعت حرب عام 1922 م بإنشاء أول مطبعة مصرية برأس مال قدره خمسة آلاف جنيه وذلك ليدعم الفكر والأدب ويقوي المقاومة الوطنية، ووصل رأس مال المطبعة بعد فترة لأكثر من 50 ألف جنيه.
بعد إنشاء المطبعة توالت الشركات المصرية التي ينشئها البنك مثل شركة مصر للنقل البري التي قامت بشراء أول حافلات لنقل الركاب و، كما قامت الشركة بشراء الشاحنات الكبيرة لنقل البضائع من الموانئ كما أنشأ البنك شركة مصر للنقل النهري ثم شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى واستقدم طلعت حرب خبراء هذه الصناعة من بلجيكا وأرسل بعثات العمال والفنيين للتدريب في الخارج. كما أقام مصنعا لحلج القطن في بني سويف، وأنشأ البنك مخازن (شون) لجمع القطن في كل محافظات
ساهم أيضاً في إنشاء شركة مصر للتمثيل والسينما، وفي عام 1927 أنشأ شركات مصر للنقل والملاحة البحرية، ومصر لأعمال الأسمنت المسلح، ومصر للصباغة، ومصر للمناجم والمحاجر، ومصر لتجارة وتصنيع الزيوت، ومصر للمستحضرات الطبية، ومصر للألبان والتغذية، ومصر للكيمياويات، ومصر للفنادق، ومصر للتأمين، كما أنشأ طلعت حرب شركة بيع المصنوعات المصرية لتنافس الشركات الأجنبية بنزايون - صيدناوي وغيرهم.
سعى طلعت حرب لإنشاء شركة مصرية للطيران إلى أن صدر في 27 مايو 32 مرسوم ملكي بإنشاء شركة مصر للطيران كأول شركة طيران في الشرق الأوسط برأس مال 20 ألف جنيه، وبعد عشرة أشهر زاد رأس المال إلى 75 ألف جنيه، وقد بدأت الشركة بطائرتين من طراز "دراجون موت" ذات المحركين تسع كل منها لثمانية ركاب، وكان أول خط من القاهرة إلى الإسكندرية ثم مرسى مطروح، وكان الخط الثاني من القاهرة إلى أسوان. في عام 1934 بدأ أول خط خارجي للشركة من القاهرة إلى القدس.
ساهمت هذه المشاريع الوطنية في إذكاء الروح الوطنية في هذه الفترة، حيث شجعت هذه المشاريع الكثيرين على فكرة الإدخار لدى البنك، وزادت ودائع البنك مقارنة بكل البنوك الأجنبية العاملة في مصر ، مما أنهى مقولة الاستعمار والتي كانت تردد في ذلك الوقت "المصري لايعرف إلا الإستدانة" حيث استطاع بنك مصر تحفيز الإدخار لدي كل المصريين حتى الأطفال بعد أن وزع البنك حصالات على تلاميذ المدارس الابتدائية ثم يأخذ مافيها ويفتح للأطفال دفاتر توفير بالبنك .
كذلك شجعت المشاريع المواطنين للإقبال على شراء منتجات هذه الشركات كبديل عن البضائع الأجنبية، كما أسس بعض المفكرين جماعة "المصري للمصري" وعملت على تشجيع المواطنين والتجار والمصانع للتعامل مع الشركات المصرية، وساهم النقراشي باشا رئيس الوزراء في إنشاء معرض صغير للمنتجات في النادي السعدي ، وكان هذا السبب في إنشاء شركة المصنوعات المصرية في عام 1932، وتم افتتاح العديد من الفروع لها في أنحاء البللاد
مشروعات خارجية
طلعت باشا حرب مع اعضاء الكتلة الوطنية في دمشق عام 1932
كان طلعت حرب يتطلع لقيام بنك مصر بدور أكبر في الأقطار العربية، وفتح مجالات أخرى لنشر فكرة البنك ومزيد من التعاون المشترك، وتمتعت مشاريع وإنجازات طلعت حرب مع بنك مصر بصيت واسع في العديد من الدول المجاورة، خاصة أنها كانت تعاني من هيمنة الاقتصاد الأجنبي عليها وعدم وجود أنظمة مالية وطنية.
في ديسمبر 1935 قام طلعت حرب بزيارة السودان واستطاع أن يلتقي بالحاكم العام للسودان، وفي بداية عام 1936 قام بزيارة الحجاز وساهم في استكمال مستشفي جدة ومكة وساهم أيضا في تأسيس مرفق الإسعاف الكامل في مكة المكرمة، وكانت العملة الحجازية تعاني من الاضطراب صعودا وهبوطاً في مواسم الحج نتيجة أسعار صرف العملات الأجنبية في جدة، مما دفع طلعت حرب لإقناع الحكومة بقيام بنك مصر بتحصيل تكلفة الحج قبل سفرهم، ثم تحصل القيمة دفعة واحدة على اساس قاعدة الذهب، ما ساهم في استقرار العملة.
وقامت الحكومة العراقية بتوجيه دعوة له فقام بزيارة العراق، ثم توجه بعدها إلى المعرض العربي بدمشق ثم زار بيروت، وساهمت الزيارة عن تأسيس بنك مصر - سوريا - لبنان.[
كان طلعت حرب يتمتع بعضويات مجالس إدارات شركات أجنبية قبل تأسيس بنك مصر، وساهمت هذه العلاقات في فتح أبواب جديدة للتعاملات الخارجية، حيث قام في 22 نوفمبر 1936 بتأسيس "بنك مصر - فرنسا" في باريس.
قائمة المشروعات
قائمة المشروعات التي ساهم فيها طلعت حرب بالترتيب الزمني :

1)      1907:ساهم في تأسيس النادي الاهلي المصري 100 جنيه
2)      1920: بنك مصر، رأس مال 80,000 جنيه
3)      1922: شركة مصر للطباعة، رأس مال 5,000 جنيه
4)      1923: شركة مصر لصناعة الورق، رأس مال 30,000 جنيه
5)      1923: شركة مصر لحلج القطن، رأس مال30,000 جنيه
6)      1925: شركة مصر لصناعة السينما (ستديو مصر)، رأس مال 15,000 جنيه
7)      1926: الشركة المصرية العقارية، رأس مال 116,000 جنيه
8)      1926: بنك مصر الفرنسي رأس مال 5 مليون جنيه
9)      1927: شركة مصر للغزل والنسيج، رأس مال 300,000 جنيه
10)   1927: شركة مصر لمصايد الأسماك، رأس مال 20,000 جنيه
11)   1927: شركة مصر لغزل الحرير، رأس مال 10,000 جنيه
12)   1927: شركة مصر للكتان، رأس مال 45,000 جنيه
13)   1929: بنك مصر سوريا، رأس مال مليون ليرة سوري
14)   1930: شركة مصر للنقل والشحن، رأس مال 160,000 جنيه
15)  1932: شركة المصنوعات المصرية، رأس مال 5,000 جنيه
16)  1932: شركة مصر للطيران، رأس مال40,000 جنيه
17)   1934: شركة مصر للسياحة، رأس مال7,000 جنيه
18)   1934: شركة المصريون للجلود والدباغة
19)   1935: شركة مصر للمناجم والمحاجر، رأس مال 40,000 جنيه
20)   1937: شركة مصر لصناعة وتكرير البترول، رأس مال 30,000 جنيه
21)   1938: شركة مصر للصباغة (بالتعاون مع برادفورد)، رأس مال 250,000 جنيه
22)   1940: شركة مصر للمستحضرات الطبية والتجميل، رأس مال 10,000 جنيه

أم كلثوم في فيلم "وداد" باكورة إنتاج ستديو مصر عام 1935
كان طلعت حرب يؤمن بأن تجديد الاقتصاد في مصر في بلد زراعي متخلف لن يتم إلا إذا ازدهرت الثقافة واستنارت العقول بالأفكار الجديدة والثقافة الرفيعة وكان يؤمن أيضا بأن الثقافة استثمار كبير. لذلك في عام 1930 أنشأ شركة ترقية التمثيل العربي وأقام لها مسرح الأزبكية (المسرح القومي بعد ذلك) لتقدم أعمالها عليه
ولكن كان الحافز الأساسي الذي دفع طلعت حرب إلى التفكير في إنشاء ستديو مصري هو غلبة العناصر الأجنبية العاملة في هذا الحقل وهو يريده أن يكون مصريا من الألف إلى الياء ولو على مراحل. وفي عام 1925 أنشأ شركة مصر للتمثيل والسينما (ستديو مصر) ووضع حجر الأساس لبناء ستديو مصر في السابع من مارس عام 1934، وفي الثاني عشر من أكتوبر عام 1935 أي منذ ستين عاما تم افتتاحه في منطقة الهرم بالجيزة
وقد أنتج أستوديو مصر فيلما قصيرا لمدة عشر دقائق للإعلان عن المنتجات المصرية. كما أنتج نشرة أخبار أسبوعية عن الأحداث في مصر يتم عرضها في دور العرض قبل بداية أي فيلم، بدأ ستديو مصر بإنتاج أول أفلامه بقصة مصرية هي "وداد" بطولة أم كلثوم وأحمد علام، وإخراج الألماني فريتز كرامب، وقد مثل الفيلم مصر لأول مرة في مهرجان فينيسيا الدولي (1936 ولكي توفر الشركة الخبرات الوطنية أوفدت كوكبة من الشباب المصري لينالوا من منابع الفن في أوربا وليكونوا دعامة قوية تقوم بها صناعة السينما في مصر على أساس من العلم والخبرة والمران، ففي عام 1933 انطلقت أول بعثة سينمائية إلى الخارج وتتكون من أربعة أفراد هم أحمد بدرخان و موريس كساب لدراسة الإخراج في باريس، ومحمد عبد العظيم لدراسة التصوير في برلين، وتبعهم حسن مراد لدراسة فنون إعداد الجرائد السينمائية في فرنسا وإيطاليا وألمانيا، وانضم إليهم بعد ذلك المصريون الذين يدرسون السينما بالخارج على نفقتهم الخاصة ومنهم نيازي مصطفى ومصطفى والي، وقد عين الممثل المعروف في ذلك الوقت أحمد سالم أول مدير للاستديو. أكد طلعت حرب على أهمية السينما وخطورة دورها عندما قال :
إننا نعمل بقوة اعتقادية وهي أن السينما صرح عصري للتعليم لا غنى لمصر عن استخدامه في إرشاد سواد الناس

على الرغم من النجاح الذي حققه بنك مصر والإنجازات الاقتصادية التي قام بها، إلا أن الأزمات المفتعلة من قبل سلطات الاحتلال الإنجليزي وبوادر بدأ الحرب العالمية الثانية أدت إلى حالة من الكساد الاقتصادي ودفعت المخاوف الكثيرين لسحب ودائعهم لدى بنك مصر مما تسبب في أزمة سيولة، ومما زاد الأزمة سحب صندوق توفير البريد لكل ودائعه من البنك، ورفض المحافظ الإنجليزي لبنك الأهلي وقتها أن يقرضه بضمان محفظة الأوراق المالية، وعندما ذهب طلعت حرب إلى وزير المالية حينذاك حسين سري باشا لحل هذه المشكلة، وطلب منه إما أن تصدر الحكومة بيانا بضمان ودائع الناس لدى البنك، أو أن تحمل البنك الأهلي على أن يقرض بنك مصر مقابل المحفظة، أو أن تأمر بوقف سحب ودائع صندوق توفير البريد،
إلا أن حسين سري رفض ذلك بإيعاز من على ماهر باشا بعد أن قام طلعت حرب من قبل بمساندة مصطفى النحاس، وأقترح الوزير حل لهذه الأزمة لكنه أشترط تقديم طلعت حرب لاستقالته، فقبل على الفور هذا الشرط من أجل إنقاذ البنك،




ليست هناك تعليقات: