من ذكريات الحرافيش

فنون تحنيط الحكام من مصر الفرعونية للان وأثره علي المنطقة العربية
أثرت الحضارة المصرية الفرعونية ولازالت أثارها ماثلة  أمامنا للان ماديا وفكريا وسلوكيا فكما تقف الأهرامات والمسلات والتماثيل والتوابيت تكوينا " ماديا " أمام أعين العالم تقف سلوكيات  وأفكار التحنيط تكوينا " سلوكيا وفكريا " .... الاختلاف بسيط بين ما كان يحدث أيام الفراعنة وبين ما يحدث الآن ، أو هو أن شئت اعتبره التطور الطبيعي لفكرة التحنيط
قديما  اعتقد الفراعين العظام في البعث والخلود ، ولآن كبر السن والموت حقيقة أزلية ولآن أي فرعون سيموت حتما  ، وسيبعث بعد موته فكان لابد من التحنيط.... يتم تحنيط " الجثة " بحيث تحتفظ بكل ملامحها ولا تؤثر فيها عوامل الفناء والتآكل حتي إذا ما حدث البعث كان الفرعون في كامل أبهته ، أنيقا كما كان ، وسيما كما كان ، وحتي يبعث غنيا كما كان كان الكهنة يدفنون معه كنوزه وذهبه وسلاحه ......... هل تغير شيْ الآن عما كان يحدث ؟ !!!!
نعم  تطورت فنون التحنيط.....  الفرعون لم يعد مؤمنا بأن كبر السن حق وأن الموت حق ..... وبالتالي يجب أن يحنط علي كرسي الحكم " حيا "  .... سنه 80 سنه؟ ليس مهما ! تخريف الشيخوخة ؟ ليس مهما  ! عدم القدرة علي الحكم؟ ليس مهما! أن فرعون ليس السن وليس القدرة وليس الشيخوخة .... فرعون هو الكهنة المحيطون به والذين يضفون عليه هالة  " القدسية " و " الشرعية – وان شئت الشرعية الدستورية – " حتي يستمر هؤلاء الكهنة في مناصبهم يتربحون ويسرقون ويملكون الفيلات والقصور في الساحل الشمالي وحتي في الساحل الشرقي والغربي والجنوبي وحتي يظل الذهب والفضة والحسابات السرية في سويسرا ومونت كارلو وسائر بقاع العالم في أيديهم يتمتعون بها .
لا تسألني عن الشعب  الآن ؟  انه مغيب بفعل البانجو والحشيش والفياجرا ، يحاول أن يتمتع بفقره الأزلي   وهو يبحث عن لقمة العيش ويفلسفها بالقناعة والرضا ومعسول الكلمات التي تسكنه   وترضية :
حالنا أحسن من غيرنا -  ربنا عايز كدة – هنعمل إيه – الميه ما تجريش في العالي -  فرعون الحالي شبع مين عالم اللي بعده ها يعمل إيه ........ إلي نهاية تلك الكلمات.
وحتي لا ينسينا الشعب وحال الشعب حديثنا الأساسي عن فنون تحنيط الحكام نعود إليكم _ وبعد أن انتهينا أن  تحنيط الحكام  كان يتم قديما بعد موتهم فأنه يتم الآن وهم أحياء فوق كراسي حكمهم "الجاه والسلطان والثروة والسلاح بأيديهم " وهم وكهنتهم لن يفرطوا فيما يملكون ... ونقول لكم :
قديما كانوا يدفنون ثروة الحاكم الفرعون معه حتي إذا  بعث الفرعون وجد كل ما كان يملك طوع يديه  .... هذه الفكرة هي الاخري تطورت ؟ أولا :  لماذا تطورت ؟  المصريون بطبيعتهم نبشوا قبور الفراعين الحكام وسرقوا كل مافيها من ذهب وتماثيل وباعوها للخواجات بملايين الدولارات ولا زالوا يفعلون ، وهناك شيوخ وقساوسة تخصصوا في تحضير الجان  لمعرفة أين توجد القبور وكيف يمكن الوصول إليها... ولآن المصريون نبشوا القبور فأن الفراعين الجدد في القرن الواحد والعشرين  دفنوا ثرواتهم وكنوزهم في البنوك بالخارج وبشفرة الصوت فلا يستطيع أحد أن يصل إليها  إلا أصحابها  . أصبحت كنوزهم التي هي من عرق المصريين ومن خيرهم أصبحت بالخارج يستثمرها الخواجات لتعود إليهم بالخير والنفع والمهم أنها أصبحت بعيدة عن أيدي المصريين فلا ينبشون القبور حاليا أو مستقبلا .
الصورة الآن واضحة من زاويتين الأولي أن الفرعون يحنط الآن علي كرسي الحكم وليس كما كان يحنط بعد موته، الزاوية الثانية أن الذهب والثروة لم تعد تدفن مع فرعون أصبحت بالبنوك بالخارج في خزائن تفتح بشفرة صوتهم
ولآن مصر تلعب دورا رئيسا في منطقتها العربية فأن تطور أساليب التحنيط والاحتفاظ بالذهب والفضة انتقلت إلي كل الدول المحيطة
حتي وقت ليس ببعيد كان حاكم دولة عربية – اشتهرت بأنها خضراء – قد تعدي 80 سنه واصيب بالشلل  والهذيان وبالرغم من ذلك كان يدير الحكم وهو يجلس علي كرسي المعوقين .... وقيل أن الدولة كانت خضراء .
حاكما أخر يجلس علي كرسي الحكم منذ 40 سنه ، حاكما ثالثا تولي الحكم وقد تخطي الــ 70 سنه ولازال يحكم ، حاكما رابعا ....   " عفوا نكتفي بهذا القدر " فأن الحرفوش كاتب هذا المقال لن يستطيع مواجهة أكثر من ثلاثة دول.
وأخيرا
نداء عاجل من الحرفوش الأكبر إلي كل المتحرفشين والمتعاونين مع الحرافيش ....
لابد من فتح ملفات ثروة الحكام والكهنة المحيطون بهم، وكل من لديه معلومة يتفضل بالنشر

لابد من فتح ملفات " كيف تكونت تلك الثروات " حتي يتبين للجميع  أن تلك الثروة قد تكونت بفعل استغلال السلطة السياسية وليس كما يقول الأخوة الليبراليون بفعل المخاطرة والمجازفة وكجزاء لها
*    كونوا معنا " حرافيش " لا تخشون في قول الحق لومه لائم
*    كونوا معنا  " حرافيش "  ضمائركم  أهم من ثرواتكم
*    كونوا معنا " حرافيش " أقوياء لا تخافون الفرعون ولا تخافون الكهنة ولا تقتاتون من وسائل إعلامهم


" باختصار " لا تكونوا مغفلين.... كفانا مانحن فيه
............................................................................................

ليست هناك تعليقات: